حذّر ثلاثة ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي من أنّ قطاع غزة يواجه مجاعة واسعة النطاق خلال أسابيع، إذا لم تُستأنف عمليات تسليم المساعدات الإنسانية بشكل فوري، وذلك وفق ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليوم الأربعاء.

وأفادت الصحيفة أن الضباط الإسرائيليين، المراقبين للأوضاع الإنسانية في غزة، قد أبلغوا قيادتهم بتحليل صادم يؤكد أن الكميات المتوفرة من الغذاء على وشك النفاد في عدة مناطق، مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وعلى الرغم من استمرار "إسرائيل" في تبرير الحصار ومنع دخول الغذاء والوقود بزعم أنه لا يهدد الحياة المدنية، إلا أن هذا التحذير الداخلي يعكس اعترافاً متزايداً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بالأزمة الحادة، لا سيما مع تصعيد العمليات العسكرية المعلَن مؤخراً.

وبحسب التحذيرات، فإن الوقت اللازم لإعادة تشغيل منظومة المساعدات الإنسانية يتطلب تحركاً عاجلاً لتجنب المجاعة. وأوضح الضباط أن معظم المخابز أغلقت أبوابها، كما بدأت مطابخ الجمعيات الخيرية بالتوقف عن العمل، فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزونه من الطعام.

كما أشار تقرير صادر عن مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المدعومة من الأمم المتحدة، إلى أن المجاعة في غزة أصبحت وشيكة، محذّراً من أن التصعيد العسكري المتوقع سيمنع الغالبية العظمى من سكان القطاع من الحصول على الغذاء والماء والمأوى والدواء.

وفي السياق، رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على هذه التقديرات، فيما اكتفى المتحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال بالقول إن "الوزارة تراقب الوضع عن كثب وتتواصل مع جميع الجهات المعنية".

يُذكر أن القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة أثارت انتقادات دولية واسعة، وناقشها مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة الثلاثاء، حيث وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، الإجراءات الإسرائيلية بأنها "فرض متعمد وظالم لظروف غير إنسانية" على سكان غزة.